محلل عسكري إسرائيلي: صفقة الأسرى ليست أولوية لنتنياهو

عاموس هارئيل، في صحيفة 'هآرتس' العبرية: رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يمنح الوفد المتوجه للقاهرة سلطة واسعة للتصرف

2024-02-14 14:33:42
Quds

القدس / الأناضول** عاموس هارئيل، في صحيفة "هآرتس" العبرية:

- رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يمنح الوفد المتوجه للقاهرة سلطة واسعة للتصرف

- الحديث عن هجوم على رفح يهدف للضغط على دول عربية لتقنع "حماس" باإنهاء الحرب

رأى المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الأربعاء، أن التوصل لصفقة تعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة لا تشكل أولوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم احتجاجات عائلاتهم للمطالبة بإنجازها.

تحليلات المحلل العسكري البارز جاءت في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" اليسارية، تعليقًا على مجريات المباحثات في مصر أمس الثلاثاء، بهذا الخصوص.

وعاد الوفد الإسرائيلي من العاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، بعد المشاركة في اجتماع رباعي ضم رئيس وكالة المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنياع، بحسب هيئة البث العبرية.

وقال هارئيل: "في اللحظة الأخيرة، حصل الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد بارنياع، على موافقة بالتوجّه إلى القاهرة لحضور القمة الرباعية التي تهدف إلى إحياء مفاوضات صفقة الرهائن المتعثرة".

وأضاف: "لكن التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي ضيّق للغاية، ووصفت إسرائيل الشروط التي قدمتها حماس، وهي ليست طرفا مباشرا في المحادثات، بأنها غير مقبولة".

وتابع: "في الوقت الحالي، يبدو أن نتنياهو لم يمنح الوفد الكثير من السلطة للتصرف من تلقاء نفسه، ولا يبدو أن لديه السلطة لإجراء أي مفاوضات حقيقية".

ولفت إلى أن "الجنرال (احتياط) نيتسان ألون، رئيس وحدة جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالرهائن في الجيش، لم ينضم حتى إلى الوفد".

وأشار هارئيل إلى أنه "تم تخصيص جزء كبير من المحادثة الهاتفية نهاية الأسبوع بين (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ونتنياهو لجهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق".

وقال: "في هذه الأثناء، يتخذ نتنياهو موقفًا عدوانيًا علنًا، فهو لا ينوي الاستسلام لمطالب حماس، وستواصل إسرائيل استخدام القوة لمحاولة إنقاذ الرهائن، وسيستمر الضغط العسكري على حماس في خانيونس، كما يستعد الجيش لاجتياح رفح (جنوب قطاع غزة)".

وخلص هارئيل إلى أن "التقدم نحو صفقة أخرى من شأنها تحرير الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف طويل لإطلاق النار وإطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين لا يشكل أولوية قصوى، بغض النظر عن احتجاجات عائلات الرهائن".

وتابع: "حاليًا، من المقرر أن يتم الهجوم على رفح في وقت لاحق، ويفضل الجيش التركيز أولاً على مخيمين للاجئين في وسط غزة".

ورأى أن "الحديث عن هجوم وشيك (على رفح وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي) على ما يبدو يهدف أساسًا للضغط على الدول العربية على أمل أن تتمكن من إقناع حماس بالبدء في البحث عن طريقة لإنهاء الحرب"، وفق قراءته.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قالت الثلاثاء، إن اجتماعات القاهرة انتهت وسط إصرار حركة "حماس" على موقفها بإنهاء الحرب على القطاع، وهو ما لا تقبله إسرائيل، بينما لم يصدر بيان عن أطراف الاجتماع أو عن "حماس" حتى الساعة 12:50 (ت.غ)، الأربعاء.

والثلاثاء، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المقرّبة من السلطات عن مصدر مصري رفيع لم تكشف هويته، قوله إن "أجواء اجتماع القاهرة الرباعي إيجابية، واستمرار المشاورات على مدار الأيام الثلاثة القادمة"، دون تحديد ما إذا كان الاجتماع انتهى أم لا، وهل ستكون المشاورات عن بُعد أم في القاهرة.

وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28 ألفا و 576 شهيدا و68 ألفا و291 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.