نازحو تاورغاء الليبية.. حريق يعيد معاناتهم إلى الواجهة

اندلع حريق في مخيم نازحي تاورغاء بمدينة ترهونة بسبب تماس كهربائي، أسفر عن تضرر 4 منازل، دون خسائر بشرية.

2022-01-20 19:09:10
Libyan

محمد ارتيمة/ الأناضول

يعاني نازحو مدينة تاورغاء الليبية الذين يقيمون بمدينة ترهونة جنوبي العاصمة طرابلس، ظروفا معيشية واقتصادية صعبة، تفاقمت بعد احتراق 4 منازل من المخيم الذي يقيمون فيه جراء تماس كهربائي.

والثلاثاء، اندلع حريق في مخيم نازحي تاورغاء بترهونة، نتيجة تماس كهربائي في منزل ما أدى إلى احتراقه إلى جانب 3 منازل مجاورة (وهي عبارة على حاويات حديدية)، دون خسائر بشرية.

وعقب ثورة فبراير التي أنهت نظام الراحل معمر القذافي في 2011، نزح أهالي مدينة تاورغاء بالكامل بسبب خلافات مع مدينة مصراتة (غرب) لموالاتهم القذافي، ووقوفهم ضد الثوار آنذاك.

وفي 4 يونيو/ حزيران 2018، وقع شيوخ قبائل تاورغاء ومصراتة ميثاق صلح بينهما ينهي خصومة امتدت 7 أعوام، ويقضي بعودة المهجرين إلى مدينتهم التي نزحوا منها، لكن أغلبهم لم يعودوا بسبب تضرر منازلهم.

يقول مشرف المخيم فرج محمد فرج لمراسل الأناضول إن "خسائر الحريق كانت كلها مادية فقط، وسببه تماس كهربائي".

ويطلب فرج المساعدة من المسؤولين وقادة البلاد معتبرا أن "ما حدث كارثة".

ويضيف: "نحن في ترهونة منذ 11 عاما ورغم ذلك لا يوجد فيها سيارة إطفاء".

والأربعاء، أجرت وزيرة الشؤون الاجتماعية وفاء الكيلاني، زيارة للمخيم للوقوف على الأضرار التي لحقت بالعائلات إثر الحريق.

وعلى إثر ذلك تمنى فرج، من الوزيرة "تنفيذ مطالب النازحين وأن تقدم توصية للحكومة بما حدث في المخيم من حريق ومعاناة ونقص في المياه والخدمات الصحية".

وهذه أول مرة منذ 11 عاما يزور مسؤول بمرتبة وزير مخيم نازحي تاورغاء في ترهونة وفق المصدر ذاته.

ولا يوجد إحصاء رسمي بأعداد نازحي تاورغاء الذين يقيمون حاليا في مخيمات بعدد من المدن الليبية بينها العاصمة طرابلس، لكن مصادر غير رسمية تقدرهم بنحو 40 ألف نسمة.

بدوره قال خليفة بالقاسم مالك البيت المحترق: "كان في البيت زوجتي وأحد أبنائي، وأنا كنت ذاهبا لجلب بقية أبنائي من المدرسة، ووقع تماس كهربائي بمدفأة الكهرباء فنشب حريق".

وأضاف لمراسل الأناضول: "زوجتي تفاجأت بالأمر ولم تستطع فعل شيء، والناس لم يستطيعوا فعل شيء حتى تمكنت النار من البيت وصار هباء، والتهمت النيران بيوت جيراني الثلاثة الآخرين".

وأردف بالقاسم: "خسرنا كل شيء، كل ممتلكاتنا ولم يتبق شيء، لكن هذا كان دون أضرار بشرية والحمد لله".

وحول سبب عدم عودتهم إلى تاورغاء قال: "لا نجد ما يستحق لنعود إليه هناك، فبيتنا هناك محترق أيضا ولا يوجد به شيء، ولا توجد هناك جامعات ليدرس فيها أبنائي، والدولة لم تعوضنا بعد نزوحنا، وكل من عاد إلى تاورغاء، عاد بمجهود ذاتي".

ويتمنى بالقاسم من الدولة أن تساعدهم حتى يعود النازحون إلي بيوتهم في تاورغاء، مضيفا: "منذ 8 سنوات لم نتلق أي دعم وندفع إيجار المنزل من مالنا".

وأردف النازح الليبي: "رجعت إلى مخيم ترهونة لأنني لم أستطع دفع الإيجار، ونحن هنا نقيم في حاويات حديدية"

ويطالب بالقاسم الحكومة بالنظر إلى معاناتهم، وإلى الأطفال الذين يحتاجون للرعاية، معربا عن أمله بأن يتم إصلاح بيوتهم وأن يذهب المسؤولون إلى أرض الواقع في تاورغاء.

وفي 3 أبريل/ نيسان الماضي دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة نازحي تاورغاء القاطنين في مخيمات خارج المدينة للعودة إلى مدينتهم، وإغلاق المخيمات التي نزحوا إليها في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي (شرق).

ويشهد النزاع الليبي تأزما سياسيا بعد فشل إجراء الانتخابات التي كان من المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب، ودور القضاء في العملية الانتخابية.

وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد للانتخابات، فيما يتمنى الليبيون في التوصل إلى اتفاق يسمح بتنظيمها أملا بإنهاء صراع مسلح عانى منه لسنوات بلدهم الغني بالنفط.