وسط انسداد سياسي.. صراع اليمن يدخل تصعيدا جديدا

يشهد النزاع مؤخرا تطورا لافتا؛ إذ يتواصل إصدار بيانات متبادلة من التحالف أو الحوثيين حول استهداف مواقع كل منهما

2021-11-30 16:17:00
Yemen

اليمن/ الأناضول

- يشهد النزاع مؤخرا تطورا لافتا؛ إذ يتواصل إصدار بيانات متبادلة من التحالف أو الحوثيين حول استهداف مواقع كل منهما

- يستمر التصعيد، فيما تتواصل الجهود الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب، دون تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض

- مصادر قالت للأناضول إن "الحوثي" رفضت السماح للمبعوث الأممي بزيارة صنعاء لـ"انحيازه للتحالف والحكومة اليمنية"

دخل الصراع في اليمن مرحلة جديدة من التصعيد العسكري وتبادل الهجمات، وسط حالة من الانسداد السياسي، إثر استمرار تعثر الجهود الدبلوماسية الأممية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار.

ومؤخرا، شهد النزاع المندلع منذ نحو 7 سنوات تطورا لافتا بين القوات الحكومية المسنودة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جانب، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران من جانب آخر.

ففي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أعلنت جماعة الحوثي استهداف مواقع سعودية باستخدام 14 طائرة مسيرة مفخخة.

وقال حينها المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان، إن "من بين المواقع المستهدفة مصافي تابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية في مدينة جدة".

جاء ذلك بعد أيام من إعلان الجماعة إطلاق 7 صواريخ باليستية خلال ساعات على مواقع سعودية وأخرى في الداخل اليمني، في أكبر عدد لإطلاق صواريخ باليستية بزمن قصير منذ أشهر.

واستجابة لإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية على السعودية، كثف التحالف العربي بشكل لافت هجماته وضرباته الجوية على مواقع للحوثيين في عدة محافظات، أبرزها صنعاء ومأرب (وسط).

ومساء الأحد، أعلن التحالف في بيان اطلعت عليه الأناضول، "استهدافه بضربات جوية منصات إطلاق صواريخ باليستية، ومرافق تجميع طائرات مسيرة للحوثيين في صنعاء".

وأضاف أن "هذه المنصات والمرافق مقرها تحت الأرض ومرتبطة بمطار صنعاء الدولي".

وللمرة الأولى أفاد التحالف في البيان، بأن "مطار صنعاء بات قاعدة عسكرية لخبراء الحرس الثوري (الإيراني) وحزب الله الإرهابي (اللبناني)".

وبطريقة غير معهودة، هدد التحالف قائلا: "سنتخذ إجراءات قانونية لإسقاط الحصانة (عن مطار صنعاء) إذا لزم الأمر لحماية المدنيين"، في إشارة إلى إسقاط حصانة استهداف المطار المدني الأكبر باليمن، وفق مراقبين.

وبدأ التحالف حظر الحركة الملاحية بذلك المطار في 9 أغسطس/ آب 2016، مع إبقاء الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات أخرى مثل "أطباء بلا حدود"، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك إثر اتهامه الحوثيين بأنهم يستخدمونه لأغراض عسكرية وتهريب أسلحة ومستشارين، وهو ما تنفيه الجماعة.

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، أنه تم استهداف مطار صنعاء بثلاث غارات جوية، دون تفاصيل، فيما أفاد إعلام محلي بأن المطار تعرض لأضرار مادية جراء القصف الجوي.

وفجر الثلاثاء، أعلن التحالف العربي، أنه استهدف موقعاً سرياً لخبراء الحرس الثوري الإيراني داخل صنعاء، فيما لم يصدر تعليق من قبل طهران التي تنفي عادة تواجدها العسكري باليمن.

وبشكل شبه يومي يعلن التحالف تنفيذ ضربات جوية، خلفت خلال الأيام الماضية لوحدها مئات القتلى من الحوثيين في مأرب وفق رصد التحالف، فيما لم يتسن للأناضول التحقق من حصيلة القتلى من مصادر مستقلة.

** الاستعداد للمواجهة

يأتي هذا التصعيد العسكري المتبادل، في الوقت الذي دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، إلى "رص الصفوف والاستعداد لمواجهة التصعيد بالتصعيد ومواصلة النضال والجهاد بوتيرة أعلى حتى تحرير كامل اليمن"، وفق ما نشرت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين، مساء الإثنين.

وأكد المشاط، أن جماعته "تمضي في سبيل تحرير كامل محافظة مأرب"، رغم الدعوات الدولية والمحلية المتكررة إلى وقف الهجوم على المدينة المكتظة بالسكان، معظمهم من النازحين.

والأحد الماضي، قالت صحيفة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين في تقرير: "تتخذ قواتنا مساراً تصاعدياً في عمليات توازن الردع أمام عنجهية قوى تحالف العدوان وغطرستها (التحالف العربي)".

وأضافت: "هناك تطور للأهداف يوازيه تزايد في القدرات المحلية الحربية في مواجهة أحدث المنظومات الدفاعية لشركات الأسلحة العالمية.. كُـلّ شيء عرضة للهلاك في سبيل حق الرد وضمن إطار المشروع".

** مجتمع دولي بلا حيلة

يستمر التصعيد العسكري، فيما تتواصل الجهود الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب، لكن لم تستطع تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض.

ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عقد مباحثات مع مكونات محلية وعربية ودولية، من أجل الدفع بالحل السياسي؛ لكنه يواجه صعوبات كبيرة.

ورغم عقد المبعوث الأممي لقاءات متعددة مع الحكومة اليمنية، إلا أنه لم يتمكن حتى اليوم من زيارة العاصمة صنعاء لإجراء مباحثات مع قيادات الحوثيين.

وقالت مصادر سياسية مطلعة للأناضول إن جماعة الحوثي رفضت السماح للمبعوث الأممي بزيارة صنعاء، مبررة ذلك بأن غروندبرغ "منحاز" للتحالف العربي والحكومة اليمنية، وهو ما ينفيه الأخير.

تعثر الجهود الدبلوماسية الأممية والدولية، دفع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى التصريح بالقول إنه "للأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام تعنت الحوثيين".

وأضاف، مساء الإثنين، في خطاب بمناسبة ذكرى استقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني (30 نوفمبر 1967): "لقد اختارت الميليشيات الحوثية الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت بصلف وتعنت كل مبادرات السلام، واختارت طريق العمالة والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة" في إشارة إلى إيران.

وتابع هادي: "بالرغم من أننا استجبنا لكل مبادرات السلام، وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود السلام إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع".

وخلال نوفمبر 2021، عقد رئيس هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع اليمنية صغير بن عزيز، عدة لقاءات مع مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى، بحثا عن دعم عسكري لردع الحوثيين، وهو ما يعتبره مراقبون بأن مسار التصعيد سيظل مستمرا، خصوصا مع تواصل تعثر الجهود الدبلوماسية.

وتقول الأمم المتحدة، إنه بنهاية العام 2021، ستكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.