حقوقي أراكاني: فقدنا الثقة بميانمار لكن ندعم معارضي الانقلاب (مقابلة)

الحقوقي 'أستاذ رفيق' رئيس جمعية سيلانغور للمساعدات الإنسانية:- الانقلاب صعب من عودة الآراكانيين إلى وطنهم

2021-04-22 12:45:09
Kuala Lumpur

كوالا لمبور/ عمر فاروق يلديز/ الأناضول

الحقوقي "أستاذ رفيق" رئيس جمعية سيلانغور للمساعدات الإنسانية:

- يوجد 50 ألف لاجئ آراكاني على الأقل في المنطقة التي تقع بها الجمعية

- ديننا يدعونا إلى الوقوف إلى جانب الحق ولذلك نعارض الانقلاب العسكري في ميانمار

- الانقلاب صعب من عودة الآراكانيين إلى وطنهم

- جيش ميانمار هو أكبر عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار في البلاد

- إن لم يتم قمع قوة الجيش فسيستمر شعب ميانمار في المعاناة

قال الحقوقي "أستاذ رفيق" رئيس جمعية سيلانغور للمساعدات الإنسانية التي تأسست بماليزيا لإغاثة اللاجئين من مسلمي آراكان إنهم فقدوا الثقة في دولة ميانمار، لكنهم لا يزالون يعارضون الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش هناك.

وكان "أستاذ رفيق" قد لجأ إلى ماليزيا عام 1985، بعد إسقاط الجنسية عن الأراكانيين بميانمار عام 1982.

وفي لقاء مع الأناضول تحدث رفيق عن الوضع العام لمسلمي آراكان بميانمار والمظاهرات المعارضة للانقلاب، وعن الجهود التي يبذلها من أجل مسلمي أراكان في ماليزيا.

وفيما يتعلق بأنشطة جمعية سيلانغور للمساعدات الإنسانية التي لعب دورًا مهمًا في تأسيسها، قال رفيق إنه يوجد 50 ألف لاجئ آراكاني على الأقل في المنطقة التي تقع بها الجمعية.

وأضاف أن اللاجئين يقومون بتوفير التعليم الابتدائي للأطفال لأنهم لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس الحكومية أو الخاصة بماليزيا، إضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية على فترات منتظمة بمساعدة العديد من منظمات المجتمع المدني المحلية.

وأكد رفيق على أن الجرائم ضد الإنسانية التي حدثت بعد الانقلاب العسكري في ميانمار ليست الأولى بالنسبة لهم، وأن الأراكانيين والمجموعات العرقية الأخرى يتعرضون لضغوط الجيش منذ أكثر من 70 عامًا.

- حريق مخيم اللاجئين في بنغلاديش كان متعمدا

وأفاد رفيق أن الآراكانيين في ميانمار عارضوا الانقلاب مثل العديد من المجموعات العرقية الأخرى، وأنه لا توجد في الوقت الحالي اشتباكات بين الشعب والجيش في آراكان، إلا أن جيش ميانمار لا زال يستهدف مسلمي آراكان لموقفهم المعارض للانقلاب.

وتطرق رفيق إلى الحريق الذي اندلع في 23 مارس/ آذار الماضي بمخيم للاجئي آراكان في مدينة كوكس بازار ببنغلاديش ودمر أكثر من 10 آلاف مأوى، قائلا إن الحريق مرتبط بموقف الأراكانيين المعارض للانقلاب العسكري في ميانمار، على حد قوله.

وتابع، "أعمال البحث والتحقيقات التي أجراها أصدقاؤنا هناك تشير إلى أن هذا الحريق قد أُضرم عمدًا، ونحن نعلم أن هناك بعض الجواسيس والعملاء لجيش ميانمار في مخيمات اللاجئين، ومن الممكن أن يكونوا هم من أشعلوا النيران."

وحول العنف المسلح الذي ارتكبه جيش ميانمار بحق المدنيين بعد الانقلاب العسكري ومصير الآركانيين، قال رفيق إن جيش ميانمار لا يعتبر لأي قيمة دينية أو إنسانية.

وأضاف أنه رغم تصريح الجيش بأنهم يؤمنون بالبوذية إلا أن ما فعلوه بحق المدنيين على مدار السنين الماضية لا يتوافق على الإطلاق مع تعاليم عقيدتهم التي يزعمون أنهم يؤمنون بها.

واستطرد، "ليس لديهم أي قيم إنسانية. لقد قاموا بقتل آلاف المدنيين من النساء والأطفال في آراكان إلى الآن، كما أحرقوهم وهم أحياء وعذبوهم".

ولفت إلى أنه "رغم تعرضنا لشتى أنواع الظلم، لم نلق أي دعم من زعيمة ميانمار الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي ولا من داعميها. ومع ذلك ندعم الحركة الثورية التي أطلقها شعب ميانمار ضد الانقلاب لأننا نعرف جيداً ممارسات الجيش غير الإنسانية".

- ديننا يدعونا إلى الوقوف إلى جانب الحق

وصرح رفيق أن الزعيمة الفعلية لميانمار ووزيرة الخارجية سو تشي كانت قد ارتكبت خطأً فادحًا بدفاعها عن الجيش بعد قيامه بعمليات تطهير عرقية عام 2017، ثم أطاح بها الجيش من السلطة وسجنها بعد أن دافعت عنهم قبل هذا.

وأشار رفيق إلى أنه قد لحق بهم الكثير من الظلم خلال حكم سو تشي إلا أن الدين الإسلامي يدعو للتسامح والوقوف إلى جانب الحق، ولهذا السبب سوف يواصلون الوقوف إلى جانب المظلومين.

وحول خطة اللجنة التمثيلية لمجلس الاتحاد (بايدونغسو هلوتاو) التي شكلها نواب مناهضون لانقلاب ميانمار لتشكيل حكومة مدنية وجيش فيدرالي في مواجهة جيش ميانمار قال رفيق إنهم كمسلمي آراكان فقدوا ثقتهم بميانمار تمامًا إلا أنهم لا زالوا يعارضون الانقلاب.

وعبر رفيق عن عدم ثقته فيما إذا كانت اللجنة التمثيلية ستشملهم في خطتهم بخصوص الجيش الفيدرالي والحكومة المدنية أم لا، إلا أنه عبر من ناحية أخرى عن رغبتهم في العمل مع اللجنة التمثيلية وأنه في المقابل سيكون لديهم مطالب مثل استعادة حق المواطنة في ميانمار وإعادة ملف الإبادة الجماعية بحق الآراكانيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

- عودة مواطني آراكان باتت صعبة

ويرى رفيق أن جيش ميانمار هو أكبر عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وإن لم يتم قمع قوة الجيش فسيستمر شعب ميانمار في المعاناة.

وأفاد رفيق أنهم ينتظرون اليوم الذي يعود فيه مسلمو آراكان إلى وطنهم بعد عيشهم كلاجئين في أماكن عدة من العالم.

وقال إن الانقلاب العسكري زاد من صعوبة عودة الآراكانيين إلى وطنهم.

وأضاف أن الأراكانيين المتفرقين في كل ركن من العالم وخاصة في ماليزيا لا يشعرون بالأمان ولا يرون مستقبلا لهم.

وذكر رفيق أن الحكومة الماليزية عرضت منح الجنسية على بعض الأفراد الذين عاشوا هناك لفترة طويلة مثله إلا أنه رفض هذا العرض وذلك لأن مشكلة الآراكانيين هناك لا يمكن حلها بحصول البعض منهم فقط على الجنسية.

وزاد" إن كان هناك حل ما فلا بد أن يكون للجميع معًا، وإن عانينا فسنعاني كلنا معاً أيضاَ".