'أيلم' و'رمزية'.. تركيتان تنافسان الرجال في أصعب الأعمال

كأنها تتحدي النظرة التقليدية التي تحصر مجالات عمل المرأة في الأعمال المنزلية والوظائف الحكومية، قررت النساء في المنطقة الصناعية بولاية أدرنة التركية (شمال غرب) منافسة الرجال في أصعب المهن والأعمال.

2021-03-09 09:41:16
Edirne

أدرنة/ غوكهان بالجي/ الأناضول- تعمل أيلم قوشتشو (37 عاما) في طلاء السيارات منذ 8 سنوات

- رمزية جانكيران (50 عاما) تعمل في تصليح إطارات السيارات منذ نحو 30 عاما

كأنها تتحدي النظرة التقليدية التي تحصر مجالات عمل المرأة في الأعمال المنزلية والوظائف الحكومية، قررت النساء في المنطقة الصناعية بولاية أدرنة التركية (شمال غرب) منافسة الرجال في أصعب المهن والأعمال.

وبنظرات دهشة تدرجت من الإنكار إلى الإعجاب، تلفت النساء التركيات أنظار المرتادين على المنطقة الصناعية في أدرنة بتفوق قدراتهن على القيام بأعمال كانت في الماضي حكرا على الرجال.

* أيلم قوشتشو

ومن خلال فيلم وثائقي عن إحدى العاملات في مجال تصليح إطارات السيارات، اجتذبت مشاهده السيدة أيلم قوشتشو (37 عامًا) إلى عالم طلاء السيارات بالمنطقة الصناعية، وهي المهنة التي طالما كانت حكرا على الرجال.

وتقول قوشتشو للأناضول، "أنا أم لطفلين، وعملت قبل 12 عاما في مهنة غسيل السيارات قبل أن أجيد مهنة طلاءها قبل 8 سنوات، وعملائي ينبهروا من مهارتي في إجادة هذه المهنة".

وتوضح: "أقوم بالتزاماتي المنزلية صباحًا قبل أن ارتدي زي العمل وأذهب إلى الورشة التي أعمل فيها برفقة زوجي (..) نتشارك الأعمال داخل وخارج منزلنا".

وتضيف أيلم: "بدأت العمل في مجال غسيل السيارات تأثرًا بفيلم وثائقي عن إحدى العاملات في مجال تصليح إطارات السيارات، وبعد 4 سنوات بدأت العمل في ورشة طلاء السيارات الخاصة بزوجي".

وتقول: "زوجي هو معلمي الأول في هذه المهنة، تعلمت منه إجادة أدق تفاصيلها، فلم يكن يعاملني كزوجة ولكن كعامل في الورشة، ولولا جهوده لم أكن اتعلم احتراف هذه المهنة بشكل يبهر العملاء ويشعرني بالفخر".

وتؤكد قوشتشو أن نظرات العملاء بالمنطقة الصناعية تجاه عملها في هذه المهنة تدرجت من الإنكار إلى الاستغراب والدهشة ثم الإعجاب والتشجيع.

كما دعت النساء إلى العمل في جميع المهن وعدم الاستسلام إلى النظرة التقليدية وتجاهل الضغوط الاجتماعية، قائلة: "عليهن أن يؤمنّ بأنفسهن ويثقن بقدرتهن على النجاح".

وذكرت قوشتشو موقفا في بداية عملها بهذا المجال قائلة: "حضر أحد الأشخاص لطلاء سيارته، وقال لي ماذا تفعلين هنا؟ اذهبي إلى منزلك واكتفي بغسل الصحون والاعتناء بالأطفال. فأخبرته أني من سأقوم بطلاء سيارته.. وعندما انتهيت من عملي أرسل أبنائه لاستلام السيارة خجلا مني".

*رمزية جانكيران

وتعمل رمزية جانكيران (50 عاما) في مجال تصليح إطارات السيارات في المنطقة الصناعية بولاية أدرنة منذ عام 1992.

وتقول جانكيران للأناضول: "ارفض التمييز بين الرجال والنساء في الوظائف والمهن. وأعمل في مهنة تصليح الإطارات بشغف ولا أشعر بمشقة".

وتضيف: "كل شخص يمكنه القيام بأي عمل مهما بلغت صعوبته في نظر الآخرين، طالما توافرت لديه الرغبة والإرادة".

وتشير جانكيران إلى دهشة الكثير من العملاء عند رؤية امرأة تعمل في مهنة إطارات السيارات، ويتساءل بعضهم كيف للنساء القيام بهذه الأعمال الشاقة، ولكن بعد تقديم الخدمة على أكمل وجه تزداد الثقة في قدرات النساء.

وتؤكد أن النساء عادة لا يذهبن إلى الورش والمناطق الصناعية، ويقوم أزواجهن بإحضار السيارات للصيانة، لكن الآن يأتي النساء بعد أن يخبرهن قائلين: "اذهبن إلى الأخت جانكيران وستعتني بكل شيء".