تصنيف الحوثي 'إرهابية'.. تحذيرات وتطمينات ثم مراجعة

متحدث باسم الخارجية الأمريكية قال إن وزارته ستراجع قرار سابقتها في عهد ترامب بعد انتقادات دولية خشية تفاقم الوضع الإنساني لليمنيين..

2021-01-23 20:10:17
Istanbul

إسطنبول / الأناضول

مخاوف عدة لدى منظمات إغاثية وإنسانية، تلك التي أثارها تصنيف واشنطن لجماعة "الحوثي" في اليمن "منظمة إرهابية" والذي دخل حيز التنفيذ، الأربعاء، وهو آخر يوم للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السلطة.

وفي مقابل تلك المخاوف، بعثت الحكومة اليمنية والخارجية الأمريكية المنقضية ولايتها بعثت بتطمينات إلى اليمنيين بأن الأمر لن يمس المساعدات الإنسانية.

والجمعة أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنها بدأت بمراجعة تصنيف الحوثي "منظمة إرهابية" وفق متحدث باسمها بحسب ما أورد موقع "يو إس نيوز" الأمريكي.

وقال المتحدث، إنّ الوزارة "تعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء عملية مراجعة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، واتخاذ قرار في هذا الشأن".

** تحذيرات أممية

التحذيرات ليست دفاعا عن الحوثي، بحسب مراقبين، ولكنها نابعة من أن الجماعة تسيطر على مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة (غرب) على البحر الأحمر، أحد أهم وأكبر الموانئ في البلاد.

وفي هذا الصدد، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غريتيش، في وقت سابق، إن خطوة واشنطن "تخاطر بجعل العمل الإنساني والسياسي للأمم المتحدة في اليمن أكثر تعقيدا".

وأوضح في مؤتمر صحفي، أن "اليمن يجلب جميع أغذيته تقريبا عن طريق الواردات التجارية ونحن قلقون من أن التصنيف سيؤثر سلبا، من خلال الامتثال المفرط المحتمل من قبل الأطراف التجارية بينما يتضور المزيد من اليمنيين جوعا".

وتسيطر جماعة الحوثي على مطار صنعاء، وكذلك ميناء الحديدة على البحري الأحمر، وهما من المنافذ التجارية للبلاد.

كما أعرب دوجاريك عن "قلق الأمم المتحدة من أن هذه التصنيفات قد يكون لها تأثير ضار على الجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية في اليمن، فضلا عن استقطاب مواقف أطراف النزاع بشكل أكبر".

بدوره اعتبر مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي، في تصريح صحفي، أن قرار واشنطن تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية بمثابة "حكم بالإعدام على مئات الآلاف إن لم يكن الملايين في اليمن".

أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارك لوكوك فقال في تصريح صحفي، إن القرار الأمريكي مطلوب عكسه (التخلي عنه) لمنع التداعيات الإنسانية الكارثية التي ستنشأ في حال تنفيذه.

بدوره، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في تصريح صحفي إن القرار "سيسهم في حدوث مجاعة باليمن وسيؤدي إلى تثبيط الجهود المبذولة لجمع الأطراف معا".

كما أعرب الاتحاد الأوروبي المجلس النرويجي للاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة "أوكسفام" الإنسانية الدولية، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، في إفادات لهم، عن قلقهم إزاء القرار الأمريكي من التأثير على وصول المساعدات الإنسانية.

ولتسهيل وصول المساعدات إلى عدة مناطق في اليمن تتعامل المنظمات الدولية مع الحوثيين باعتبارهم "سلطة الأمر الواقع" بتلك المناطق، بينما التنصيف الأمريكي سيجعل منهم "جماعة إرهابية" محظور التواصل معها.

كما سيؤثر التصنيف الأمريكي سلبا على تدفق التحويلات المالية من اليمنيين العاملين في الخارج إلى داخل البلاد، ما ينذر بمزيد من التدهور على صعيد الوضع الإنساني.

** تطمينات

في مقابل التحذيرات السابق ومبرراتها، استندت التطمينات إلى وجود منافذ أخرى بديله تحت سيطرة الحكومة أهمها مطار وميناء عدن (جنوب).

وفور قرار التصنيف، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في ولاية ترامب إعفاء منظمات الإغاثة والإمدادات الإنسانية من تبعات إدراج الحوثيين بقائمة الإرهاب.

وأوضحت، في بيان سابق، أن الإعفاء يهدف إلى السماح للمنظمات الإغاثية، ومنها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بدعم المشروعات الإنسانية وبناء الديمقراطية والتعليم وحماية البيئة في اليمن.

كما أعلنت الحكومة اليمنية، التزامها بمنع تأثر العمل الإنساني في البلاد، جراء التصنيف الأمريكي المحتمل للحوثيين.

وقال وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إن "الحكومة ستعمل على عدم تأثر العمل الإنساني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي بذلك التصنيف.

وأشار إلى "أهمية تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية في الضغط عليها وإجبارها على تغيير سلوكها الإجرامي ودفعها نحو السلام".

ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.