Oslo

عبد الجبار أبوراس / الأناضول

أنهت الحكومة النرويجية إضراب عمال النفط والغاز الذي تسبب في إغلاق حقول الغاز بالبلاد ودق جرس الإنذار بقطع إمدادات الغاز إلى المملكة المتحدة والأسواق الأوروبية.

كانت شركة الطاقة النرويجية المدعومة من الدولة "إكوينور"، أغلقت 3 حقوق للغاز والنفط منذ بدء عمال الطاقة، مساء الاثنين، إضراباتهم احتجاجا على ضعف الرواتب، ومطالباتهم بزيادات للتعويض عن ارتفاع التضخم، وهو ما ساعد في دفع أسعار الغاز الأوروبية لأعلى مستوى في أربعة أشهر.

ومساء الثلاثاء، أعلن وزير العمل مارتي مجوس بيرس، في بيان، إنهاء الإضراب العمالي بعد استدعاء شركات وعمال النفط في البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وقال: "حينما يكون لأزمة مثل هذه تداعيات اجتماعية خطيرة على أوروبا بأسرها، لا يكون أمامي خيار سوى التدخل" لإنهاء الإضراب العمالي.

بدوره، قال أودن انجفارستن، رئيس نقابة عمال النفط النرويجية "ليدرن"، لوسائل إعلام أمريكية، إنه "من غير المبرر ترك إنتاج الغاز يتوقف إلى هذا الحد"، مضيفا أن العمال "سيعودون إلى العمل في أقرب وقت".

وتسبب الإضراب بخفض إمدادات الغاز إلى المملكة المتحدة ومعظم أوروبا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز لأعلى مستوياتها في 4 شهور.

وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة النرويجية تتمتع بصلاحية التدخل في النزاعات العمالية في ظل ظروف معينة.

وكانت تشير التقديرات إلى أن الإضراب العمالي كان سيؤدي إلى خفض صادرات النرويج للغاز بنسبة 60 بالمئة تقريبا بحلول نهاية الأسبوع.

وكان العمال هددوا بالتصعيد والإضراب عن العمل في مزيد من حقول النفط والغاز على مدار الأسبوع، الأمر الذي دفع شركة إنتاج الغاز النرويجية "غاسكو"، للتحذير من إمكانية وقف الصادرات إلى بريطانيا حال صعدوا إضرابهم.

وانعكس تدخل الحكومة النرويجية لوقف الإضراب على سوق الطاقة البريطانية، حيث تراجعت أسعار الغاز بالجملة لعقود التسليم في اليوم التالي (اليوم الأربعاء)، في المملكة المتحدة، بنسبة 40 بالمئة، بحسب صحيفة التايمز.

ويأتي التهديد الذي واجه الإمدادات النرويجية في وقت تسارع فيه الدول الأوروبية لملء خزانات الغاز لديها قبل قدوم فصل الشتاء.

وتوجهت أوروبا إلى النرويج ثاني أكبر مصدر للغاز في القارة بعد روسيا لسد الفجوة التي تركتها موسكو إثر خفض إمدادات الغاز ردا على العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها ضد أوكرانيا.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبي 6 في المئة، الثلاثاء، إلى 167 يورو لكل ميغاواط / ساعة، وهو أعلى مستوى منذ أوائل مارس/ آذار ويعادل خمسة أضعاف سعر العام الماضي.

وألقى الارتفاع الكبير في الأسعار بظلاله على سوق الصرف الأجنبي، حيث انخفضت قيمة اليورو لأدنى مستوياتها في 20 عاما بسبب المخاوف بشأن كيفية تأثير تكاليف الطاقة المتصاعدة على اقتصاد منطقة اليورو.